top of page

الآلة الكاتبة

.

مرحبا . . أنا هدى اكتبْ هُنا لنا نحن .

الحياة ورطة وأنتَ متورط ونحنُ في مأزق

.ولكن هُناك إجابةُ واحدة وهي الأختيار ،

 ولك أن تختار كيف تكون

إلى كلِ فتاةِ أنثى امرأةٍ بالعالمِ الحريةَ ممارسةً ، مارسي حريتكِ وفي كلِ مرةٍ تفعلينَ ستجدينَ منْ يعترضُ طريقكِ ، وهنا على الأقلِ تكونينَ قادرةً على معرفة منْ ماذا تتحرينَ ؟ وربما منْ نفسكَ ! ، سوفَ تجدينَ أنَ فوقَ السجنِ الخارجيِ هنالكَ سجنٌ داخليٌ تجرعتهُ منذُ نعومةِ أظافرك ، هوَ ذاتهُ ما يجعلُ أبناءَ جنسكَ ووالدتكَ يمارسونَ السجنُ عليكِ ،لأنهُ بداخلهمْ كما هوَ الحالُ لديكِ ، مارسي

حريتكِ منْ الداخلِ والخارجِ لكيْ تستطيعي أنْ تعرفيَ ما أنتَ ؟ ولماذا ؟ ولنْ تفرضي بعدَ ذلكَ شيئا على أحدٍ ، حينها ستكونينَ قادرةً على استردادِ حقكِ بالحياةِ التي لمْ تقسمْ إلا بالعدلِ

اَلحُرية مُمَارسَة

ملاحظة! عليك أن تنتبه أن ذلك الذي تعتقد بأنه يعيق طريقك ما هو إلا بموافقتك وأن ذلك العائق هو مجرد فكرة داخل عقلك، رغم صعوبة التصديق بأنها داخل عقلك بالفعل!، يحدث هذا بسبب أننا نتبنى الفكرة التي يحملها الآخرون عنا ونقع في فخ الدفاع عن أنفسنا ولكن لم نع أن هذه الفكرة هي مسؤوليتهم الخاصة وحدهم. عندما تفهم أن العالم الخارجي يسكنه كل شيء وكل ما على البسيطة ومن ضمنهم، هؤلاء الآخرون، وأنت وحدك الآن في عالمك الداخلي وحيدا، فلا أحد منا بإمكانه مشاركة العالم الداخلي مع الآخر، وأن بالمقابل كلا منا هو عالم خارجي بالنسبة للآخر عندها تدرك أن الأفكار التي يحملونها هي خارج نطاق قدرتك، وأنهم لم يعوا بعدا أن أفكارك أيضا هي خارج نطاق قدرتهم، عند هذا الفهم لا أظن أنك ستكون موافقا في المرة القادمة

..إنَ كلا منا

 هوَ عالمٌ خارجيٌ

 بالنسبةِ للآخرِ 

عندما نُعرّف كلمة الواقع فإن تأثير هذه الكلمة أنه شيء بلا طعم وبلا لون ولا يسعنا وصفه إلا بأنه الحقيقة التي نستسلم لها أو نكافح لتغييرها، ولكن لكي تتعرف عليه من بُعد آخر ، عليك أن تفصله عن أحوالك الشخصية والأحوال العامة، فتلك الأحوال ما هي إلا أعباء أثقلناها به، ستجد حينها أن الواقع لا يحمل ضغينة لك وليس ضدك ولا حتى خصمك، وأنك لم تنتبه أن ذلك الرفض الذي بداخلك يسير في اتجاه خاطئ سيتضح لك فيما بعد!، والآن ماذا لو ذهبنا أنا وأنت لرحلة الأحلام وفكرنا قليلا من أين جاءت؟ ماذا لو رجعنا إلى الوراء هناك للإنسان القديم.. على الأغلب لم يكن بعد للأحلام وجودا،

بل كانت الفكرة! وأن الفكرة بحد ذاتها هي التي كانت دوما من تتكفل بتغيير المجريات والنمو في أرض خصبة كالواقع، ولا بد من أن هنالك من فهم هذه المعادلة! انظر فقط لكل الذين وضعوا أياديهم على تلك الأرض وساهموا في تشكيل صورتها ستجد أنهم قدموا من الأفكار لا الأحلام!، وأنهم كانوا يتمثلون بصور عديدة... أنبياء 

كانوا أم رسل قادة أم مؤثرين!، مثل هؤلاء لم يكن بحوزتهم إلا فكرة!، وبصرف النظر عن اختلاف دوافعهم ونواياهم 

إلا أنهم نجحوا في تحقيقها، بالتالي يصبح الآن رفضك في أصله هو رفضك للنتائج فقط. ومن هنا أعتقد أنه لم يعد هناك داعي للصراع مع الواقع متسلحا بالأحلام، وأن هذا الصراع ينتهي حالما تحتضن الواقع مؤمناً بالفكرة، وأنه ليس هنالك وقت لتهدره على الأحلام، أنت في الحلم نفسه..إن ذاك الذي أقنعنا بالحلم لا بد أنه كان سارقاً للواقع

هل رأيت الواقع من قبل ؟

أيقن بأننا لا نحيا سويا مهما حاولنا تأكيد ذلك وأننا نحيا سويا بالحب فقط، هو المدخل الحقيقي لعوالم كل منا على الآخر، والحب عمل شاق كي تصل لمفهومه، أنه يستدعي أن تصل إلى نفسك، فالوصول إلى الآخر قد يكون أسهل من الوصول إلى أنفسنا هكذا يترجم لنا عقلنا الممهد لاستيعاب الوجود بالمادة، حتى لا نصاب بالجنون فإن إدراك الوجود دون المادة يحدث خللً في الاستمرارية، حتى لو طلبت منك بناء قصة لشخص واحد استيقظ في أرض وحيد... لا تستطع إلا أن تبرر لوجوده بالاستعانة بسؤال... من أين جاء؟ ومن هنا تبدأ المتاهة التي يصعب علينا فصلها، إن وجودنا في أصله لا علاقة له بمن يتمثل خارجها ورغم ذلك نعقد العزم على المضي قدما في إثبات ذاتنا لهؤلاء المتمثلين في الخارج... تكبر وأنت تحاول جاهدا أن تثبت شيئا للآخر!.. إن ذلك الذي خلق على الأرض وحيدا جاء من الحب، والباقي ضرورة، كالتجربة المحضة هي ضرورة استقطاب المعرفة وضرورة استخدام تلك المعرفة التي تمنحه ملحميتُه  الخاصة لتحرير نفسه حتى يكون

حتى يكون

يحدث أنك أخذت وقت طويلاً لكي استيقظت ! ، وحينها وجدت نفسك

في اراضي بعيدة مبصراً حقيقة !  ، حدث أن استيقظت للمرةً الثانية تاركاً

وراءك ما أبصرته في المرة الأولى ! مستسلماً لرهبة اليقظة الثانية ! ، ،حدث ايضاً أن تلت الثانية ثالثة والثالثة رابعة 

مما  أربك ذلك التكرار إيمانك !  وقادك للشك ، إلى أين يمضي بي ؟ ما هي الحقيقة حتى الآن 

وتدرك حينها أن اليقظة حينما تظهر لا تتوقف عن المجيء إليك وأنها حاضرة وتتسع في كل مرة ، لا شيء هُنا قادر على إخبارك عن المعنى والحقيقة ، فهذا الوصول الذي رغبت به عند أول لحظة استيقظت فيها كان وصولاً لا نهائي وخارج حدود معرفتك ، أنت داخل هذه الرحلة  ..  رحلة الحياة هذه ، و في حدود إطارها .. ولا يمكنك تجاوز حدودها لمعرفة الحقيقة مهما تكرر ذلك الاستيقاظ ،أنك لن تستيقظ ابداً في حياتك التي صحوت عليها ،  ربما في حياة ستصحو لها تلك التي يُحضرها لك

 ( الموت)

هُناك عند ذلك التوقف الأخير و عند حقيقة الموت التي لا مفر منها، ستكون بالتأكيد تلك لحظة اليقظة الأخيرة لك ،

 وأن ذلك المنتظر سيبقى دائماً خارج حدودنا ولعله يكون لك هو المعنى ولعله يكون لك هو الحقيقة 

اليقَظة

اَلموْقِف اَلحَرِج

 عندما تصحو، تأكد أنك ذاك الإنسان الأول الذي أبصر العالم لأول مرة

. وسوف يقابل كل هذا الجمال والهراء معاً وحده​​

تأكد أنك في كُل مرة .. عندما تصحو

أنك تصحو لأجل هذا الموقف الحرج 

:في البدء لا تنس أنه بحاجة لأربعة أشياء   أساسية

(أن ينام مرة أخرى أثر الصدمة   (الوجود

أن يصحو لأنه جائع

أن يستخدم التفكير لأول مرة حتى يلتقط ثمرة

أن يشرد بنفسه للنداء الأول للطبيعة

أيها المولود الجديد سأخبرك بأنه في الطفولة ستصاب بالملل ستتوق لأن تكبرا سريعا

كي تحيا.. كي لا تتفاجأ.. من الآن أريد أن أقول لك كلما كبرت كلما كبر اتساع فراغك

أننا نقضي معظم الوقت نحاول أن نفعل شيئا أو نتجلى نتخلى عن فكرة أننا بلا فائدة

لنكمل شيئا يشبه الطريق بدأت فيه أنت الآن، وأنت تسلكه انتبه أنك في النقطة الأولى أوسع، أعمق، وأنقى

كلما كبرت كلما ضاق هذا الطريق وامتلأت

لا تسألني بماذا تمتلئ لا أعرف ولكن أعرف كم هو ضلال عن نقطة البداية الكامنة في عقلك الآن

رسالة إلى المولود الجديد

الكبسولة الأولى التي تفتتح بأول حديث مع غريب، ثم يسهب الكل منا في معرفة الآخر إنها فقط كبسولة

ينتهي مفعولها عند أول مفرق لتعرية قداسة الكلام

إن من مثلي اقتصد الكلام حتى بات العطاء فيه شحيحا

وإن من مثلي مهزوم من الداخل حتى ولو كانت هذه العبارة قاسية الآن.. إلا أنها موجودة بالفعل 

لقد صرت أخشى فضح الكتابة للعلن  لكي لا تلتف الكآبة على الآخرين ولكي لا ينكشف ستري لديهم،  

إن  من مثلي بات يخجل من لفظ يقود للكآبة ويخشى الكتابة..، إن من مثلي توقف عن الكتابة

الكبسولة

الخرافة قصيدة لنزار قباني.. إن قصيدة كهذه كنت قد قرأتها في عمر مبكر، ولكنها لم تمنحني أي فكرة واقعية عما يمكن سلبه من  ذات الإنسان..في الحقيقة 

للمرأة أقول أنت مسروقة مسبقا وكل  ما عليك هو أن تعي هذه السرقة مبكرا،وأن الحرية ليست في التطرف، أين ما وجد التطرف كانت هنالك سرقة، لقد شعرت اليوم برحمة وكأن حجم البراءة ذاك كان لا بد له أن يسرق لكي يستفيق كان بريء كفاية للسرقة،  

الآن عليك أن تدركي أن (الثورة) ليست طويلة الأمد أنها فعل اضطراري و (المقاومة) يجب أن تكون جرعة قصيرة من عمرك لا كل عمرك

و (الممارسة) هي عمرك الذي عليك الانشغال فيه لا أن تمنحي عمرك لحالة الطوارئ، لقد مرضت من (ازدواجية الحياة) ما بين ما أراه صائبا في عقلي وأفعل نقيضة على الواقع وأتسلح بالمقاومة لقد تآكلت ، لا يضيع الحلم إلا الانشغال ب (الواقع) الذي حتماً هو متغير و (الظروف) التي حتماً لن تنتهي .

اَلسرِقة

ما بين ماهو لك وماهو عليك ، تتأرجح الفكرة!.. حياتنا كلها تقودها فكرةواحدة فقط. وهي ما تحقق رغبتك بأن تكون، مهما تشعبت الأفكار فهي تقودك لها، أن الفكرة هي ملكك وهي المُحرك الحقيقي لكل ما تسعى إليه تمسك بذلك جيداً،إنما "الطريقة" التي تستخدمها للوصول والتي تطلق عليها "بالخطة" ليست ملكك ولا تحت تصرفك هي خارجة عنك ويجب أن تكون!، أنت هنا في ملعب الحياة لديك أدوارك ولكن "الطريقة" ليست واحدة منهم، أنها للأفق الواسع عنك وعن حدودك وحتى عن معرفتك ،فقط أفسح مجالاً لها في التصرف،عندها ستجد ببساطة أن طريقك كان مُعبداً لك مسبقاً ومنذ البداية

عن الطريقة

ما قيمة لإيمانك دون حرية؟!  وللإيمان مركزية شرطها التوحيد وما التوحيد إلا لقبلة... وما القبلة إلا اتجاه... وما الاتجاه إلا لنقطة وما النقطة إلا محور، وما هذا إلا الطواف! ...  إن كلا منا في حالة طواف مستمر ولكن على أية قبلة!... كان ذلك السؤال الأهم، المتعلق بذاك الذي اخترق القبلة وتلاعب بها وغير صورتها  دون المساس بالطواف وبكل حذر، فإن ذلك المساس هو بالنسبة لهم إيقاظ لإيمانك و لصحوة سؤالك، حين تسأل ما الذي كنت تطوف حوله طوال هذا الوقت  ؟!  سواء القبلة التي سبقوك بأزمنة واخترقوها، أو قبلتك التي لم تتنبه لها حدالآن، إن ذلك الانتباه يحدث عندما تقرر أن تتوقف عن الطواف، أيّ أن تتوقف عن الدوران ،

ذاك الطواف... العنصر الذي حين يخترق يحدث إرتباك عارم ما بين الصحوة واليقظة والهلع والضياع كلها عواقب لهذا الوقت الطويل من الدوران،  وذلك الوقوف الذي لا يحدث إلا منك سيشعرك بكل هذا وحتى تعود متزنا... ستكون لك فرصة للوقوف مجددا على أرض واسعة شاسعة تائها...  خائفا فاقدا لإيمانك، عند هذا إن كنت ترتعب من حقيقة أنك لم تكن تطوف حول الحرية، هذا يعني أن قبلتك كانت هي الخوف،أي ما كان إيمانك.

الطواف وقبلة الحرية

bottom of page